إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ .. ♥️

2 months ago
43

فائدة
{إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
يقول العلّامةُ الصاوي _ رضي الله عنه _ عن الآية: "هذه الآيةُ أعظَمُ دليلٍ على أنه _ صلى الله عليه وسلم _ مهبطُ الرحماتِ، وأفضلُ الخلق على الإطلاق؛ إذ الصلاةُ مِنَ الله على نبيه رحمتُه المقرونةُ بالتعظيم، ومِنَ الله على غير النبي مطلقُ الرحمةِ؛ لقوله تعالى: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} فانظر الفرقَ بين المقامَين.
{يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} أي: ادعوا له بما يليق به، وحكمةُ صلاةِ الملائكةِ والمؤمنين على النبي تشريفُهم بذلك، حيث اقتدوا بالله في مطلق الصلاة، وإظهارُ تعظيمِه صلى الله عليه وسلم، ومكافأةٌ لبعضِ حقوقه على الخلق؛ لأنه الواسطةُ العُظمَى في كلُّ نعمةٍ وصلتْ لهم، وحقٌّ على مَن وصلتْ له نعمةٌ مِن شخصٍ أن يُكافئه، فصلاةُ جميعِ الخلق عليه مكافأةٌ لبعضِ ما يجب عليهم مِن حقوقِه، ...
وبالجملةِ فالصلاةُ على النبي أمرُها عظيمٌ، وفضلُها جسيمٌ، وهي من أفضل الطاعات، وأجلِّ القربات، حتى قال بعض العارفين: إنها تُوصل إلى الله مِن غير شيخ؛ لأن الشيخ والسند فيها صاحبُها؛ لأنها تُعرَض عليه، ويصلى على المصلي، بخلاف غيرها من الأذكار، فلا بد فيها من الشيخ العارف بالله، وإلا دخلها الشيطان، ولم ينتفع صاحبُها بها، وفي الآية الجمعُ بين الصلاة والسلام، وصيغُ الصّلاةِ على النبي _ صلى الله عليه وسلم _ كثيرةٌ لا تُحصَى، وأفضلُها ما ذُكِر فيه لفظُ الآل والصحب، فمَن تمسَّك بأيِّ صيغةٍ منها حصل له الخيرُ العظيمُ".
اه من حاشية الصاوي على تفسير الجلالين
#أحمد التجاني الأزهري

Loading comments...