الثلاثةٌ الذي لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذابٌ أليم

9 months ago
4

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذابٌ أليمٌ: شيخٌ زانٍ، وملكٌ كذابٌ، وعائلٌ مستكبرٌ))؛ رواه مسلم.
هؤلاء الأصناف الثلاثة (الشيخ الزاني والملك الكذاب والعائل المستكبر) جاؤوا في حديث واحد حديث أبي هريرة في الباب، وهو من مفردات مسلم، وكونهم أشد عذابًا مع عظم ما فعلوه؛ لأن كل واحد منهم فعل معصيته مع قلة الدواعي لهذه المعصية:
أ. فالشيخ، وهو الكبير في السن، قد بردت شهوته، وخفت إرادته، وهو مع ذلك بلغ أشده واستوى وعرف الحكمة وقرب أجله، وكل هذه دواعٍ لا يجد معها كبير مجاهدة ليحفظ نفسه من الزنا، وهو مع ذلك يزني، فهذا غريب جدًّا في حقه؛ لضعف الدواعي لذلك.
ب. والملك كذلك، وهو الإمام؛ فهو لا يخشى أحدًا من رعيته، ولا يحتاج إلى أن يداهن أحدًا ويتمصلح معه، فإن الإنسان ربما تدعوه نفسه للكذب حينما يخشى إنسانًا آخر أو عدوًّا يؤذيه أو يعاتبه، أو ربما يداهنه ليأخذ بذلك منفعة أو مصلحة، والملك غني عن ذلك كله؛ فالكذب منه غريب؛ لضعف الدواعي إليه.
ج. والعائل وهو الفقير على ماذا يتكبر؟ فإن غالب من يتكبر إنما يتكبر من أجل ما عنده من مال أو جاه، والثروة في الدنيا، وهذا سبب ليس عند الفقير، فكان الاستكبار منه شيئًا غريبًا؛ لقلة الدواعي لذلك؛ فهو المحتاج والناس ربما يكونون سببًا في سد حاجته، فكيف يتكبر عليهم ولا شيء لديه يتكبر من أجله

Loading comments...