الجزء الثاني ( ٢ - ١٠ ) - كتاب الإيقان - Arabic - The Kitab-i-Iqan (book of Certitude)

9 months ago
17

في حدود مائتي صفحة يعلن الكتاب إعلانًا لا لبس فيه ولا غموض وجود إله واحد غيب منيع لا يدرك ولا يُحَدّ ولا يشار إليه، مصدر كلّ وحي وإلهام، أبديّ أزليّ، عليم قدير محيط، وينبّه على أنَّ الحقيقة الدّينيّة حقيقة نسبيّة وأنّ الوحي الإلهيّ مستمرّ، ويؤكّد وحدة الأنبياء وشمول رسالتهم واتّفاق تعاليمهم الأساسيّة وصحّة كتبهم المنزلة المقدّسة، ويبيّن طبيعة مقامهم المزدوج، ويندّد بعمى العلماء وضلالهم في كلّ عصر فهم علّة الإعراض والاعتراض، ويوضح آيات الإنجيل المرموزة، ومتشابهات القرآن الكريم وغوامض الأحاديث الشّريفة، تلك الّتي غذّى رمزها وتشابهها وغموضها الشّكوك والضّلالات والحزازات والعداوات المزمنة الّتي شطرت أتباع ديانات العالم العظمى فرقًا ومزّقتهم شيعًا وأحزابًا، ويعدّد المطالب الجوهريّة الّتي لا غنى عنها لكلّ باحث مخلص وراء هدفه ومطلبه، ويظهر صحّة الظّهور البابيّ وسموّ دلالته، ويثني على بطولة أصحابه وانقطاعهم ويتنبّأ بالانتصار العالميّ الشّامل الّذي يحرزه الظّهور الّذي وعد به أهل البيان، ويعلن ايمانه بطهارة السّيّدة مريم العذراء وبراءتها ويمجّد أئمّة دين حضرة محمّد، ويتوجّع لاستشهاد الإمام الحسين ويمجّد سيادته الرّوحيّة، ويكشف عن أسرار مصطلحات مثل "الرّجعة" و"البعث" و"خاتم النّبيّين" و"يوم القيامة". ويعرض المراحل الثّلاث للظّهورات الإلهيّة ويميّز بينها، ويسهب القول بعبارات مشرقة في ذكر مفاخر ومحامد "مدينة الله" الّتي يجدّدها، على فترات مقدّرة، ظهور العناية الرّبّانيّة لهداية الجنس البشريّ وخلاصه وتأمين منفعته ومصالحه. ويمكّننا أن ندّعي بحقّ أنَّ هذا الكتاب الّذي أنزله شارع الأمر البهائي هو وحده، دون سواه من سائر الكتب البهائيّة، قد وضع الأساس الرّاسخ العريض للوفاق الدّائم الكامل بين أتباع الأديان العالميّة العظمى بفضل تحطيمه للحواجز العتيدة العريقة الّتي فرّقتها تفريقًا لا يمكن تخطّيه ولا تجاوزه".

Loading comments...