تميم البرغوثي : ألا إن أنواع المظالم عدة * ومن شرها إن شئت عدل مؤجل

1 year ago
6

إدعمنا عن طريق الإشتراك في الموقع :
https://publisher.linkvertise.com/ac/468137
إدعموا قنواتِنا الأربع :
https://link-target.net/468137/akTy27066436257
https://link-target.net/468137/aHjAc7066436595
https://direct-link.net/468137/aKAsH7066436749
https://link-hub.net/468137/aFmoT7066437035
الموقع الإلكتروني :
https://link-hub.net/468137/aFQSo7066437341
الفايسبوك :
https://link-hub.net/468137/a8js47066437601
تويتر - x- :
https://link-center.net/468137/aUCl77066437863
الإنستغرام :
https://link-center.net/468137/aKCMV7066439111
الدايلي موشيون :
https://direct-link.net/468137/aiM7X7125921515
التيك توك :
https://link-hub.net/468137/aQBEI7125921851
للإشتراك في القناة :
https://link-hub.net/468137/aMN4d7125922943

روائع الأدب العربي تقدم لكم أروع الفيديوهات الشعرية و النثرية

تميم البرغوثي : ألا إن أنواع المظالم عدة * ومن شرها إن شئت عدل مؤجل

وقفت على ميدانكم أتأمل

خلاء ديار وهي بالناس حُفَّل

رمادية ألوانهم وحياتهم

عليها غبار كالستارة يسدل

كأن مماشي الناس صرن شطائراً

يمد رصيف تحتهن ومن علُ

تشنجكم خوف وخفة روحكم

غطاء على هم يطول ويثقل

وفي بالكم دهس الجنازير أهلكم

وصوت الصبايا وهي تعرى وتسحل

وأكرمكم مِن أزرقِ السجن زيهم

وأوغدكم في أحمر الملك يرفل

ضجيج غدا صمتاً طويلاً وإنه

لصمت لعمري بالضجيج محمَّل

غبار كسا خير البلاد فعريت

فيا لك من كنز على الطرق يهمل

شوارعها كتب تحير أهلها

هل البيت بيت الشعر أم هو منزل

ترى شارعاً يحكي عمود قصيدة

على جانبيه الشعر كالنهر مرسل

قصائد شطراها المباني تجوبها

خطى بين صدر البيت والعجز تنقل

مبان معان أو أغان تجسدت

فيقرؤها من زارها ويؤول

ترى الحسن عصراً رائق البال آنساً

على مهل ما بينها يتجول

وليس يجوز الوقت عنها لحسنها

فيرجع فيها دائراً يتمهل

فيا حسنها لو قبة القدس خولت

ليشبهها حسناً فأنتَ المخول

قباب مبانيها سماء بديلة

إذا أختها جفت عن الناس تهطل

قباب كتوم ظهرها يشبه الثرى

وباطنها جنات عدن وأفضل

فمبنيها المزروع في الأرض ناشب

ومزروعها المبني أخضر أخضل

نقوش وضوح في غموض فشِعرها

على ألف ألف من معانيه يُحمل

سطور نبات كلما قرئت نمت

يحصل معناها وليس يحصل

ترى نقشها إجمال كل خليقة

ومن بينها آيات رب تفصل

حروف نمت فيها حياة كأنها

غزال وسنجاب ومهر وأيل

كأن نداها كان من عسل همى

فورَّق أرماحَ المماليك تعسل

حنان له باب وصحن ومنبر

ضماداً على جرح الأحبة يجعل

فمالكِ يا ذات المشاهد ترتجى

وكلّ يد في الصالحين تقبل

يسودك شر الناس غيباً ومشهداً

وكفاك عن فعل الجميل تكبل

وفيك أجل الناس قدراً ومعشراً

وفيك أرق الناس روحاً وأجمل

متى تركب الخيل الجياد لثأرها

تصايحُ من تحت السلاح وتصهَل

ألا إن أنواع المظالم عدة

ومن شرها إن شئت عدل مؤجل

تلومينني في الهجر يا خير صحبة

وظلمك لي باللوم أولى وأول

لآسرةٌ محبوبتي وأسيرة

ومن قربوا يوماً من السور قتِّلوا

تلومين فيما لو علمتِ أقله

عذرت ولكن ابن آدم يعجلُ

وكم خشي الإنسان شراً ولم يقع

وكم ظن خيراً مدبراً وهو مقبل

وقد كان طير في يديكِ فرُعته

فظل إذا قاربته يتجفّل

فصبراً إلى أن يغلب الحر دهره

ويألف في كفيك لا يتحول

وما هيّن أن يألف الطير منهلاً

ولا هيّن أن يألف الطيرَ منهل

وما طائر لا يذرع الأفق طائراً

وما عربيٌّ لا يحل ويرحل

وإني لصعب النفس في القرب والنوى

وإن كنتُ للعين الكحيلة أسهُل

وإني أرى المغرور والله غالب

يطاح به من سرجه ويجدل

فعندئذ تلقى من السفر العصا

ويلقى كريم الروح ما كان يأمل

Loading comments...