الفيلم التلفزي كوكو لبنات - Coucou Labnat

اختارت المخرجة صفاء بركة طرح موضوع تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على حياة الأفراد، عبر حكاية الزوجين "علي" و"حياة"، التي ستتحول حياتهما إلى جحيم بسبب استلابهما من قبل هذه المواقع.

وصورت المخرجة، من خلال شخصيتي الفيلم الرئيسيتين: "حياة" و"علي"، كيفية استباحتهما تقاسم مختلف الخصوصيات المتعلقة بهما وبأقاربهما، من خلال نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في سبيل تحصيل المال وأكبر عدد من المتابعين ومن المشاهدات وعلامات الإعجاب.

وفي سياق حديثها عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي سلبا على حياة كافة أبطال فيلمها "كوكو لبنات"، بشكل أو بآخر، فإنها أشارت إلى الدوافع التي تقف وراء توجه المؤثرين لتقاسم تفاصيل خاصة من حياتهم اليومية، والمتمثلة في تحصيل مداخيل مالية مهمة عبر الشراكات المدفوعة أو إشهار لمنتجات ومحلات و مطاعم.

لقد توفقت صفاء بركة في تصوير كيفية تحول الزوج "علي" من إنسان معارض بشكل تام لتقاسم حياته الخاصة مع الغير، في بداية أحداث الفيلم، إلى "وحش" (وفق توصيف زوجته في الفيلم)، لا يهمه سوى جني المزيد من المال، وتصدر الطوندونس، ولو كان ذلك اعتمادا على الكذب والزيف، والمتاجرة بعلاقاته بوالدته وشقيقته وبآلام زوجته التي قطعت علاقتها كليا بمواقع التواصل الاجتماعي، بعدما فقدت جنينها وانفصلت عن زوجها بعد رفضه تقبل قرارها بغلق قناتها على "يوتيوب" بشكل نهائي.

وفي مقابل ذلك، يبدو "علي" مع زوجته الجديدة وهو يعيش تفاصيل قصة جديدة مع مواقع التواصل الاجتماعي، في آخر مشهد من فيلم "كوكو لبنات"، الذي حمل الكثير من العبر لكل من يجرفهم تيار هذه المواقع إلى نتائج غير متوقعة في نهاية المطاف.

فيلم "كوكو لبنات" من تشخيص ابتسام العروسي، وحمزة الطاهري، وفضيلة بنموسى، ورقية بنحمدو، ومحمد الشوبي، إضافة إلى بثينة اليعكوبي وحمزة قاديري.